الأحزاب السياسية و تأطير الشباب في الجزائر
الأستاذ/ بهلولي أبوالفضل محمد
كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة معسكر الجزائر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إن الأحزاب السياسية هي فضاء عام مهمتها تأطير الجماهير ودفعهم إلى المشاركة السياسية ولقد أعتني المشرع الجزائري بالجانب القانوني للممارسة السياسية والديمقراطية في الجزائر وخصص الإطار القانوني للأحزاب السياسية انطلاقا من المبدأ الدستوري المتضمن الحق في إنشاء الأحزاب السياسية أين نص دستور 1996 في المادة 42 بقولها :" حق إنشاء الأحزاب السياسية معترف به ومضمون "، لكن المؤسس الدستوري قيد حق إنشاء الجمعيات السياسية بمجوعة من الضوابط وعليه وعملا بالدستور لا يجوز تأسيس أحزاب سياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جنسي أو مهني أو جهوي كما لا يجوز للأحزاب اللجوء إلى الدعاية التي تقوم على العناصر السالفة الذكر من جهة أخرى يمنع على الأحزاب التبعية الأجنبية .
الدستور الجزائري كرس مبدأ الديمقراطية
لقد منح الدستور دور أساسي للمشرع العادي في وضع الأسس والمبادئ المتعلقة بالأحزاب السياسية من خلال القانون العضوي للأحزاب رقم 97-09 المؤرخ في 6مارس سنة 1997 وجاء هذا القانون نظرا لكثرة الجمعيات السياسية التي لم تخدم الديمقراطية ولا التمثيل الشعبي ، ولقد احتوى هذا النص التشريعي على جملة من المعطيات من شروط تأسيس الحزب إلى وقواعد تسييره وكذا تمويل الأحزاب وتكون السلطة القضائية لها الدور الكبير في مراقبة القرارات التي تصدر من الإدارة والمتعلقة بالممارسة الحزبية أو الانتخابية من خلال الطعون القضائية الموجهة ضد القرارات الإدارية ، وبذلك تكون السلطة القضائية حامية الديمقراطية .
و إدا كان المشرع قد كرس لمبدأ الديمقراطية وحضر الإطار القانوني الجمعيات السياسية من خلال ما سلف ذكره يبقي الشباب بعيد كل البعد عن الممارسة داخل هذه الجمعيات السياسية لأسباب مختلفة .
أسباب عزوف الشباب عن الممارسة السياسية
الملاحظ ميدانيا أن الأحزاب السياسية لها امتداد في المدن أكثر من الأرياف والقرى لذلك من الضروري إيجاد آليات التوافق وتحقيق الانسجام بين المدن والأرياف ، لأن الحزب الناجح هو من يستطيع استقطاب الرأي العام أي أكبر فئة ممكنة من شرائح المجتمع ، والملاحظ أن الأحزاب السياسية تراجع دورها ولم تعد لها فعالية كبيرة واشتغلت بنفسها والحفاظ على الوضع ولم تعد تدافع عن قضايا المجتمع ، مما أدي إلى تقلص مرودية ودور الأحزاب ، من جهة أخرى جاءت ظهرت جديدة في الأحزاب وهي الانشقاقات أو ما يعرف بالحركة التصحيحية أو التقويمية أو غيرها من المصطلحات المستعملة ونتيجة هذه الظاهرة هي عدم وجود ديمقراطية داخل الأحزاب السياسية بل أصبحت تعتمد على طريقة تسيير بالشهادات والكفاءات بل إلى جانب ذلك يجب مراعاة ضرورة مردودية المناضل ، لأن المهم قدرة في ترجمة برنامج الحزب لملموس يوجه إلى المجتمع ، كما أن ظاهرة الزعامة تؤدي إلى الانشقاقات ، إلى جانب ذلك توجد عملية التنقراطية داخل الحزب السياسي في التعامل مع المناضلين وحركتهم داخل الأحزاب أو حتى الراغبين في الانتساب ويستبعد المعيار الأفكار والإنسانية مما أتاح الفرصة للمنتفعين وأشباه النخب رغم افتقادهم للفكر والوعي السياسي وعجزهم عن تحويل الخطاب السياسي إلى واقع ملموس بل أنهم لا يؤمون ولا يهتمون ببرنامج الحزب ، ومن أسباب الأساسية هي الانتقال الأحزاب من الدفاع عن قضايا المجتمع إلى الدفاع عن إيديولوجيات وأفكار ومنافع مادية ، بذلك اتسعت الفجوة بين النخب والقاعدة الشعبية مما أدي بعزوف الشباب عن النشاط السياسي .
مجالس شباب فضاء للحوار والنقاش
ومن أهم المؤشرات تراجع دور الأحزاب السياسية هو الاعتماد على لعلاقات القرابة والعائلية والاجتماعية من أبناء وأصهار وأقارب وتأهيله كقيادة مستقبلية دون العناية بالفكر والكفاءة مما نتج عنه الإقفال وغياب سبل التجديد و الإبداع ،هذه العوامل أدت إلى عزوف الشباب والبحث عن فضاء أخر لممارسة أنشطتهم السياسية داخل تجمعات أخرى تتسع لطموحاتهم وتستوعب أفكارهم مثل الأنترنيت وفايس بوك والتجمعات الشبابية العالمية ، ومنظمات العالمية المهتمة بحقوق الإنسان وغيرها ، ولقد استطاعت هذه التنظيمات العالمية من استقطاب الشباب الأمر الذي عجزت عنه تنظيمات سياسية داخلية ، لأن تجديد يعني إعطاء نفس جديد داخل الأحزاب والشعور الثقة في النفس ، لذلك لابد من تدخل الدولة لاحتواء الشباب بإعادة المجالس الشباب سواء على مستوى الوطني أو المحلي لتكون فضاء للحوار والنقاش الشبابي ولقد عرفت الجزائر تجربة جيدة من خلال إنشاء المجلس الأعلى للشباب الذي يضم فئات مختلفة وتنظيمات طلابية وقوى الحركة الجمعوية مثل هذه المجالس الاستشارية تلعب دورا في وضع الثقة في القادة و الدولة وتشكل فضاء حوار وتكوين الشباب على القيادة مستقبلا.
الأستاذ/ بهلولي أبوالفضل محمد
كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة معسكر الجزائر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إن الأحزاب السياسية هي فضاء عام مهمتها تأطير الجماهير ودفعهم إلى المشاركة السياسية ولقد أعتني المشرع الجزائري بالجانب القانوني للممارسة السياسية والديمقراطية في الجزائر وخصص الإطار القانوني للأحزاب السياسية انطلاقا من المبدأ الدستوري المتضمن الحق في إنشاء الأحزاب السياسية أين نص دستور 1996 في المادة 42 بقولها :" حق إنشاء الأحزاب السياسية معترف به ومضمون "، لكن المؤسس الدستوري قيد حق إنشاء الجمعيات السياسية بمجوعة من الضوابط وعليه وعملا بالدستور لا يجوز تأسيس أحزاب سياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جنسي أو مهني أو جهوي كما لا يجوز للأحزاب اللجوء إلى الدعاية التي تقوم على العناصر السالفة الذكر من جهة أخرى يمنع على الأحزاب التبعية الأجنبية .
الدستور الجزائري كرس مبدأ الديمقراطية
لقد منح الدستور دور أساسي للمشرع العادي في وضع الأسس والمبادئ المتعلقة بالأحزاب السياسية من خلال القانون العضوي للأحزاب رقم 97-09 المؤرخ في 6مارس سنة 1997 وجاء هذا القانون نظرا لكثرة الجمعيات السياسية التي لم تخدم الديمقراطية ولا التمثيل الشعبي ، ولقد احتوى هذا النص التشريعي على جملة من المعطيات من شروط تأسيس الحزب إلى وقواعد تسييره وكذا تمويل الأحزاب وتكون السلطة القضائية لها الدور الكبير في مراقبة القرارات التي تصدر من الإدارة والمتعلقة بالممارسة الحزبية أو الانتخابية من خلال الطعون القضائية الموجهة ضد القرارات الإدارية ، وبذلك تكون السلطة القضائية حامية الديمقراطية .
و إدا كان المشرع قد كرس لمبدأ الديمقراطية وحضر الإطار القانوني الجمعيات السياسية من خلال ما سلف ذكره يبقي الشباب بعيد كل البعد عن الممارسة داخل هذه الجمعيات السياسية لأسباب مختلفة .
أسباب عزوف الشباب عن الممارسة السياسية
الملاحظ ميدانيا أن الأحزاب السياسية لها امتداد في المدن أكثر من الأرياف والقرى لذلك من الضروري إيجاد آليات التوافق وتحقيق الانسجام بين المدن والأرياف ، لأن الحزب الناجح هو من يستطيع استقطاب الرأي العام أي أكبر فئة ممكنة من شرائح المجتمع ، والملاحظ أن الأحزاب السياسية تراجع دورها ولم تعد لها فعالية كبيرة واشتغلت بنفسها والحفاظ على الوضع ولم تعد تدافع عن قضايا المجتمع ، مما أدي إلى تقلص مرودية ودور الأحزاب ، من جهة أخرى جاءت ظهرت جديدة في الأحزاب وهي الانشقاقات أو ما يعرف بالحركة التصحيحية أو التقويمية أو غيرها من المصطلحات المستعملة ونتيجة هذه الظاهرة هي عدم وجود ديمقراطية داخل الأحزاب السياسية بل أصبحت تعتمد على طريقة تسيير بالشهادات والكفاءات بل إلى جانب ذلك يجب مراعاة ضرورة مردودية المناضل ، لأن المهم قدرة في ترجمة برنامج الحزب لملموس يوجه إلى المجتمع ، كما أن ظاهرة الزعامة تؤدي إلى الانشقاقات ، إلى جانب ذلك توجد عملية التنقراطية داخل الحزب السياسي في التعامل مع المناضلين وحركتهم داخل الأحزاب أو حتى الراغبين في الانتساب ويستبعد المعيار الأفكار والإنسانية مما أتاح الفرصة للمنتفعين وأشباه النخب رغم افتقادهم للفكر والوعي السياسي وعجزهم عن تحويل الخطاب السياسي إلى واقع ملموس بل أنهم لا يؤمون ولا يهتمون ببرنامج الحزب ، ومن أسباب الأساسية هي الانتقال الأحزاب من الدفاع عن قضايا المجتمع إلى الدفاع عن إيديولوجيات وأفكار ومنافع مادية ، بذلك اتسعت الفجوة بين النخب والقاعدة الشعبية مما أدي بعزوف الشباب عن النشاط السياسي .
مجالس شباب فضاء للحوار والنقاش
ومن أهم المؤشرات تراجع دور الأحزاب السياسية هو الاعتماد على لعلاقات القرابة والعائلية والاجتماعية من أبناء وأصهار وأقارب وتأهيله كقيادة مستقبلية دون العناية بالفكر والكفاءة مما نتج عنه الإقفال وغياب سبل التجديد و الإبداع ،هذه العوامل أدت إلى عزوف الشباب والبحث عن فضاء أخر لممارسة أنشطتهم السياسية داخل تجمعات أخرى تتسع لطموحاتهم وتستوعب أفكارهم مثل الأنترنيت وفايس بوك والتجمعات الشبابية العالمية ، ومنظمات العالمية المهتمة بحقوق الإنسان وغيرها ، ولقد استطاعت هذه التنظيمات العالمية من استقطاب الشباب الأمر الذي عجزت عنه تنظيمات سياسية داخلية ، لأن تجديد يعني إعطاء نفس جديد داخل الأحزاب والشعور الثقة في النفس ، لذلك لابد من تدخل الدولة لاحتواء الشباب بإعادة المجالس الشباب سواء على مستوى الوطني أو المحلي لتكون فضاء للحوار والنقاش الشبابي ولقد عرفت الجزائر تجربة جيدة من خلال إنشاء المجلس الأعلى للشباب الذي يضم فئات مختلفة وتنظيمات طلابية وقوى الحركة الجمعوية مثل هذه المجالس الاستشارية تلعب دورا في وضع الثقة في القادة و الدولة وتشكل فضاء حوار وتكوين الشباب على القيادة مستقبلا.
الإثنين أبريل 20, 2020 1:01 pm من طرف mahmoudb69
» الحب تلك الكلمة المكونة من حرفين
الإثنين أبريل 20, 2020 12:56 pm من طرف mahmoudb69
» قواعد البيانات و ربط جدول بيانات بمشروع دلفي
الأربعاء يوليو 27, 2016 4:34 pm من طرف delphi33
» ملف كل دول إكسال التي تحتاجها لكافة الحسابات الخاصة بالأجور بالوظيف العمومي
السبت أبريل 09, 2016 9:33 am من طرف MAZOUZ24
» السنة أولى رياضيات و إعلام آلي النظام الجديد LMD يشمل دروس، تمارين وحلول
الجمعة أكتوبر 30, 2015 10:35 am من طرف طالبة العلم
» أرجو المساعدة
السبت أكتوبر 24, 2015 1:13 pm من طرف LOTFI_CH
» طلب مساعدة
الأحد أكتوبر 18, 2015 4:35 am من طرف omar embarek
» حمل هذه الملفات فأنت بحاجة اليها
السبت يوليو 11, 2015 5:22 am من طرف جيلالي بلقاسم
» دور الاتصالات الإدارية في تعزيز أداء العاملين في المستشفيات الحكومية والخاصة الإردنية في مدينة إربد
الأحد يونيو 07, 2015 12:54 am من طرف الدكتور رامي محمد طبيشات
» مكتبة مذكرات التخرج لطلاب الإقتصاد حمل بلمسة زر وبروابط مباشرة
الأربعاء مايو 27, 2015 5:57 am من طرف didou17
» تقدير نموذج للتنبؤ بالمبيعات باستخدام السلاسل الزمنية - رسالة ﻤـﺎﺠـﺴﺘـﻴـﺭ
الخميس أبريل 02, 2015 10:06 am من طرف ابودعاء
» (¯`·._) ( 13 كتاب لمــادة الجبر باللغتين العربية و الفرنسية + تمارين محلولة
الثلاثاء مارس 31, 2015 7:47 am من طرف nada
» قسم العلوم الاقتصادية التجارية و التسيير
الأربعاء مارس 11, 2015 12:44 pm من طرف koka.8
» مجموعة كبيرة من مذكرات التخرج لتحميلها مجانا
الأربعاء مارس 04, 2015 8:10 am من طرف koka.8
» تثبيت الباك تراك 4
الجمعة يناير 16, 2015 6:22 am من طرف ابراهيم.